Loading the content... Loading depends on your connection speed!

مقالات بقلمة

مائة سنة وألف حسنة

بقلم: سالم حمود الجابر الصباح


 

في الثامن عشر من شهر مايو سنة 1896 /م، تسلم القيادة مؤسس الكويت الحديثة وباني نهضتها ومثبت كيانها «الشيخ / مبارك بن صباح بن جابر الصباح - طيب الله ثراه – »، وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.

إذا فبعد ثلاثة أشهر من الآن تمر على «كويتنا العزيزة » مائة عام لتسلم هذا القائد الملهم دفة القيادة فيه، والتي وضع لنا فيها أسس المحافظة عليه، والتي إن حرصنا على تنفيذها بحذافيرها عاش هذا البلد وعشنا فيه أحراراَ أعزاء آمنين على أرواحنا وأعراضنا وأموالنا، باقين فيه كما رجا «مبارك الكبير » من ربه أن نبقى متآلفين متحابين هدفنا جميعاً عزة هذا البلد وبقاؤه.

 

لقد تعمدت نشر هذه الكلمة المتواضعة في سيرة هذا «الرجل » والتي مهما كتبت أو كتب غيري عنه لن يفيه حقه أو جزاءه من الشكر بعد الله تعالى الذي يسره لهذا البلد لكي يؤسس أسس بقائه، ولكني أردت نشرها في هذه الأيام الأخيرة من «شهر رمضان المبارك » وقدوم «عيد الفطر السعيد » آملاً أن يتذكره ويذكر أفضاله من لا يذكرها من الصالحين من أهل البلد، ويدعون له بالرحمة والمغفرة من الباري جلّ وعلا.

قد تكون شهادتي لهذا الرجل مجروحة كواحد من أحفاده، الذين ولدوا وترعرعوا وشبوا وعاشوا من خير الله ثم من خير هذا الرجل، ولكن هناك شواهد أخرى عن «مؤرخين كويتيين، وأجانب وما ذكر المؤرخين الكويتيين» لمناقب هذا الرجل ومحاسنه إلا ما هو متوقع منهم لأنهم عاشوا معه أو سمعوا عن أعماله ولكن أن تأتي هذه الشهادة من «مؤرخ شرقي هو الروسي/ جيورجي بونداريفسكي في كتابه، الكويت وعلاقاتها الدولية خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين»، أو مؤرخ غربي هو H.R.P Dickson في كتابه «THE ARAB OF THE DESERT» أو في كتابه الآخر «KUWAIT AND HER NEIGHBOURS» لذلك لقد تكون هذه الشهادات مخففة لانحيازي وإعجابي بهذا الرجل لأنني كما قال شاعر القصيدة اليتيمية (مع الاعتذار لتغيير بسيط في أحد أبياتها):

الـجـد جـابر والبنـون هـم

فزكـا البنـون وأنجـب الـجد

إن كنت أغفـل حـميد فـعلهم

بـذميـم فـعـلي إننـي وغـد

(جابر الذي ورد ذكره في هذين البيتين هو والد صباح الأول)

 

إن حقوق هذا «الرجل» علينا كثيرة كل في مجاله الذي يقدر عليه من ذكر له وتذكير لأعماله الجليلة ولكن تبقى الحقوق الكبيرة على من تسلم القيادة من بعده ابتداء من الحرص الشديد على ما خطه لهم من خطط لتدبير أمور هذا البلد داخلياً و خارجياً لتجنيبه المخاطر والكوارث التي يصنعها الإنسان فلو أن هذه الخطط قد حوفظ على تنفيذها بما يجب لما حدثت كارثة «2 أغسطس 1990/م»، التي عانينا منها وسنعاني أمداً لا يعلم مداه إلا الله وحده، وإني إذ أذكر هذا الانتقاد مازلت أتذكر هذه الأبيات وأقربها:

«أخـاك أخـاك فمن لا أخـاً له

كساع إلى الهيجاء بغير سلاح

وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه

فهل ينهض البازي بغير جناح»

 

إننا لا نتذكر «مبارك الكبير» إلا من خلال شارع سمي باسمه، في حين يجب أن نتذكره ونخلد اسمه، على سبيل المثال لا الحصر، في أكبر مسجد لدينا لكي يتذكره ويدعو له من يهديه الله لذلك، أو نطلق اسمه على التوسعة الجاري استحداثها لقصر الحكم الذي كان هو صاحب أول توسعة له ولكي نتخلص من التسمية السابقة له المشتقة من تسمية أجنبية وما ذلك إلا قليل من كثير يتحتم علينا عمله له

 

رحمة الله عليك يا من أنعم الله بك علينا لتحفظ «الكويت» لنا نعيش بها أعزة مكرمين وأسكنك فسيح جناته إنه سميع مجيب.

 

سالم الحمود الجابر الصباح


   « السابق     1    2    3    4    5    6    7    8     التالي »  


© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح 2025