الأمــانة
كلمة صغيرة في حجمها، خفيفة في لفظها، ثقيلة في موازينها، فقد عرضت على الأرض والسماوات فرفضن تحملها فتحملها «الإنسان»، وكثير من الأشياء في هذه الدنيا أمانة لدى الإنسان، فأولادك أمانة يجب أن تهتم بها بمحافظتك عليهم والاهتمام بتربيتهم والحرص على تعليمهم وتثقيفهم لكي يشبوا أعضاء صالحين في مجتمعهم لخدمة أوطانهم التي هي سبيل بقائهم على أكمل وجه وأتم صورة، والحروف التي تتكون منها الكلمات والتي ينطقها الإنسان أمانة لديه، فيجب المحافظة على تلك الأمانة بالدقة في نقل ما قد تسمعه أو تقرؤه أو تراه، حياة الإنسان هي لديه أمانة فيجب عليه عدم التفريط بها والمحافظة عليها، يحدثنا التاريخ عن حادثة قد تكون من أقصى درجات المحافظة على الأمانة حين ضحى السموال بأحد أبنائه في سبيل المحافظة على الأمانة التي ائتمنها لديه امرء القيس، لقد فقد «الكويتيون» واحدة من أغلى الأمانات التي يؤتمن عليها الإنسان، فهل ساءلوا أنفسهم أو حاسبوها عن ذلك؟ كان ذلك غيضاً من فيض لما قد تؤتمن أنفسنا عليه.
الأمــين
لغوياً هي صفة لمن حافظ على أمانة اؤتمن عليها، وخير من وصف بهذه الصفة هو «النبي/ محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام والملاك جبريل عليه السلام»، حيث حافظ «النبي» على الأمانة التي اؤتمن عليها من ربه وهي الرسالة السماوية التي أبلغت إليه من ربه بواسطة «جبريل» الذي نقل تلك الرسالة إليه من العزيز الحكيم بمنتهى الأمانة فكانت تلك أكمل صفة لخير موصوفين.
انتشر بيننا منذ سنين عدة إضفاء لقب أو صفة (الأمين) على أحد كبار مسؤولينا وبما أنني لا أعلم على أي شيء استند إليه مروج هذه البدعة هل هي من «آية كريمة أو حديث شريف» أو هو مجرد مثال من أمثلة محاولة التقرب وتزيين الصورة عند من بيده سلطة ما بالتملق إليه بإطلاق صفة أو لقب عليه أكاد أجزم أنه لو أن هذا المسؤول فكر به عميقاً لم يقبل به لأنه ليس هناك من مسؤول يقبل به، فإن كان هذا لقباً لا يمكن أن يقبل به لأنه لا يساوي نفسه «بالأنبياء والمرسلين»، وإذا كان هذا التقرب والتزلف لهذا المسؤول هو إضفاء صفة الأمانة عليه، فإنه من المفترض أنه كلما زادت مسؤوليات الإنسان زاد إحساسه بالحاجة إلى الأمانة، فهلاّ فكر من ابتدع هذه البدعة بصفة أو لقب أحد غيره؟
في الختام إنها محاولة للتبحر في معاني الأمن والأمانة والأمين والحمد لله رب العالمين.