Loading the content... Loading depends on your connection speed!

مقابلات

البدون والبطالة والإسكان قنابل موقوتة تهدد سلامة المجتمع

الشيخ سالم حمود الجابر الصباح:

كنت مرافقاً عسكرياً لثلاثة من أمراء الكويت

 

المرأة نصف المجتمع...

وهي مؤهلة لدخول البرلمان

كتب منصور الهاجري

 

تقـاعـدت عـام 87 برتبـة فـريـق بـعـد خـدمـة

في الجـيـش استـمـرت 26 عـامً

 

أبنـاء الأسـرة الحـاكمة مواطنـون كغيـرهـم لماذا يحـرمـون

مـن التـرشـيح للمـجـالـس النيـابيـة؟

 

تاريخ الأوطان محفور في صدور أبنائها بحروف من نور تضيء الطريق أمام الأجيال المقبلة، إن رواية شاهد عيان لما كان يجري على تراب هذا الوطن لا تقل أهمية عن شهادة يدلي بها مؤرخ ورع وأمين يستمد معطياته التاريخية من روايات هؤلاء المعاصرين.

 

إن الحياة لكل أنماطها الاجتماعية والسياسية وبجميع مفرداتها بين معاني الفرح وطقوسه وآلام الحزن وكيفية التعبير عنها وكذلك التخفيف منها... كل ذلك يرسم بصورة دقيقة عن حياة الأولين من الرعيل الأول الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لصرح هذا المجتمع الذي نعيشه الآن.

 

ولما كانت الحروف هي الوحدة البنائية للكلمة.. والكلمة هي الوحدة البنائية للجملة التي تتشكل منها التراكيب اللغوية التي نستخدمها في حياتنا اليومية لما كان ذلك كذلك، فإننا نحاول أن نرسم من مشاهدات من تستضيفهم هذه الصفحة لوحة فنية بالألوان الطبيعية لحياتنا القديمة من دون رتوش ودون إملاء أو تحيز اللهم إلا ثقافة الضيف ومركزه الاجتماعي وحجم مشاركته في مجتمعه، إننا نرحب على هذه الصفحات بسائر «الشخصيات» التي عاصرت «نهضة الكويت» وانطلاقتها نحن الحداثة والمعاصرة وربط ذلك بأصالة الماضي وعراقته.

 

ولتكن هذه الصفحة - عزيزي القارئ – مرآة صادقة للكويت وقديمها الذي قد لا يعرفه الكثيرون من الأجيال المعاصرة.

 

الشيخ/ سالم حمود الجابر الصباح مواطن من «أبناء الأسرة الحاكمة»، الحديث معه يمتاز بالصراحة والجدية، وفيه الكثير من المعلومات عن «أمراء الكويت السابقين» الذين بنوا لها مجدها وأسسوا نهضتها، عمل ضيفنا بعدما أتم تعليمه الثانوي في «سلك العسكرية لخدمة وطنه»، شأنه في ذلك شأن أي مواطن يحب بلده وأمته، وعيّن «مرافقاً عسكرياً لثلاثة أمراء من حكام الكويت» رافقهم في تحركاتهم وأسفارهم فكان نعم الرجل بشهادة جميع زملائه، الشيخ/ سالم حمود الجابر يحدثنا عن الكثير مما شاهده وعرفه في «حياته العسكرية» وبصراحته التي عرف بها وبصدقه المعهود لم يبخل علينا بالحديث عن بعض الأمور التي فجرها للبحث والنقاش.

 

في السطور التالية يشرح الشيخ/ سالم حمود الجابر الصباح لـ «حديث الذكريات» المهام التي أسندت إليه خلال حياته الوظيفية، ويسرد القصص التي حدثت معه «داخل الكويت وخارجها»، فإلى تفاصيل اللقاء:

 

ولدت في الكويت وبالتحديد في «قصر بيان» الذي كان يقع في حولي مكان «مستشفى مبارك الكبير»، حالياً وكان ذلك في فصل الربيع حيث تخرج العائلات الكويتية إلى البر للتمتع بالجو وبالأرض الخضراء بعد نزول الأمطار. وبعد انتهاء فصل الربيع عاد الوالد والوالدة إلى البيت الواقع بمنطقة الشرق في أبو دواره (قصر دسمان حالياً).

 

وأبو «دواره سمي بهذا الاسم نسبة إلى السكن الخاص حاكم الكويت الثامن الشيخ/ جابر مبارك الصباح»، وقد عاش المرحوم الشيخ/ أحمد الجابر أمير الكويت الأسبق، والوالد/ حمود الجابر في هذا البيت الذي سمي (بدسمان نسبة للولائم الدسمة) التي كانت تقام فيه.

 

وكانت بداية تعليمي في المدرسة «الشرقية» التي كانت على ساحل البحر، وبقيت فيها حتى نهاية «المراحل التعليمية» التي كانت تدرسها وأذكر من المدرسين/ أحمد السقاف الذي أصبح فيما بعد ناظراً للشرقية، وربحي العارف، وعيسى مطر، ومحمد الزعبلاوي ومن الطلبة الذين كانوا معنا الأخ/ محمد صالح الملا، وسليمان الدعيج، وآخرون لا أذكرهم حالياً وكانت المناهج الأساسية هي اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم، ولم يكن هناك منهج للكيمياء أو الفيزياء، ولذلك فإن المناهج القديمة كانت أسهل من المناهج الحالية في التعليم وكانت الواجبات بسيطة، كما كانت الدراسة على فترتين صباحية ومسائية.

 

وكنت أدرس «اللغة الإنكليزية» عند المرحوم/ أحمد السيد هاشم، كان منزله بمنطقة الميدان بالشرق وكنت أذهب إليه بعد صلاة المغرب وكان هو الرجل الوحيد بتلك المنطقة لتعليم اللغة الإنكليزية، وبعد ذلك انتقلت إلى «ثانوية الشويخ» وكنت بالقسم الأدبي وأنهيت الدراسة الثانوية وكان الناظر حينها هو عبد المجيد مصطفى، وأثناء العمل انتسبت إلى جامعة بيبلهلس في كاليفورنيا بأمريكا وحصلت على شهادة جامعية عام 1984/م.

 

وفي عام 61 التحقت «بالخدمة العسكرية»، وكانت الدراسة في مدرسة تدريب الجيش الموجودة في الجيوان، وكان ذلك بداية العمل الحكومي... وتخرجت برتبة ضابط بالجيش.

 

أبو الدستور

 

المرحوم الشيخ/ عبدالله السالم أمير الكويت الأسبق هو «أبو الدستور وهو الأب الروحي للكويتيين»، وقد عملت معه مرافقاً عسكرياً منذ عام 1961/م، حتى وفاته عام 1965/م، وكان شخصية متواضعة مفكراً وأديباً دائم القراءة والاطلاع يعرف الكويتيين رجالاً ونساءً وله علاقات طيبة وحميمة مع أبناء شعبه، وقد استفدت منه الكثير خلال أربع سنوات عملتها معه، فعرفت حياته عن قرب وعرفت رجالات الكويت الذين أصبحت لهم معي علاقة ود وصداقة عن طريقه، وعرفت أيضاً كيف يتعامل مع أصدقائه وكيف يناقشهم في أمور الدنيا والحياة وكان – يرحمه الله – يحفظ الشعر العربي والشعبي (النبطي)، ويكتب الشعر أيضاً، وكان – يرحمه الله – يسكن «قصر الشعب»، عرف عنه أنه رجل حريص ودقيق بمواعيده لا يتأخر عن موعده أو يتقدم دقيقة واحدة فمع بزوغ فجر كل يوم يتحرك موكبه «من قصر الشعب، ويذهب إلى قصر دسمان» فيلتقي أخته المرحومة الشيخة/ بيبي السالم المبارك الصباح، والدة الشيخ/ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد - حفظه الله - ويقضي عندها فترة الصباح وبعد ذلك يخرج من عندها ويتوجه إلى «الديوان» ويجلس مع رجال الكويت الذين اعتاد الجلوس معهم ثم مع بعض أفراد العائلة لمدة ساعة ونصف، ويخرج من «قصر دسمان ويتوجه إلى قصر السيف، قصر الحكم»، ويبقى هناك حتى الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر إلا إذا كانت عنده مقابلات فيتأخر عن ذلك ثم يغادر «قصر السيف» متوجهاً إلى «قصر الشعب» حيث «عمته/ موضي مبارك الصباح»، تسكن هناك، أما الغداء فكان بعد صلاة الظهر ثم ينام من الظهر حتى العصر، وفي الساعة الرابعة يركب سيارته من «قصر الشعب» في جولة حتى يصل قبيل منطقة المطلاع ثم يعود مرة ثانية إلى «قصر الشعب» قبل الغروب، وكان هذا هو البرنامج اليومي إذا لم تكن هناك مآدب رسمية.

 

وأنا لم أرافقه في جولاته بعد العصر، فقد كانت تتبعه سيارة فيها الفداوية وهو في سيارته مع السائق ومرافق واحد وفي جميع تحركاته كانت تتقدمه سيارة جيب وتتأخر عنه سيارتان فقط فهو – يرحمه الله – لم يعتمد الموكب الرسمي مطلقاً.

 

وأذكر هنا أنه بعد زيارته «قصر دسمان» صباح كل يوم أكون متواجداً أمامه في قصر السيف وأكون باستقباله مع المسؤولين المتواجدين «بالديوان الأميري» وأبقى بالدوام حتى يغادر «قصر السيف» نهاية الدوام، ولا شك أن مرافقة «أمير الكويت» مسؤولية وأمانة أما بالنسبة للخطر فقد كان مستبعداً لأن الأمن والأمان كانا متوافرين بحمد الله وكان الكويتيون يعتبرون الأمير الأب الروحي لهم فلا خوف مطلقاً لأن الأمير والمواطن جسم واحد ونفس واحدة ولا يوجد فرق، ولا يزال الكويتيون يعتبرون أنفسهم جزءاً من الحكم ويعتبرون الحاكم منهم فالجميع يشعر بالأمان وهذه طباع الكويتيين وآمل أن يدوم الود والحب بين الجميع.

 

حادثة لا تنسى

 

في يوم الثلاثاء 25/10/1965/م خرج موكب الشيخ/ عبدالله السالم الصباح من «قصر السيف» وبرفقته المرحوم الشيخ/ صباح السالم الصباح، الذي كان يومئذٍ «ولياً للعهد» وفي ذلك اليوم كان «افتتاح مجلس الأمة» وقد شاهدتهما مع بعضهما ولم تظهر أي «أعراض للمرض» على المرحوم الشيخ/ عبدالله السالم، ولم ألاحظ أي شيء عليه، ووصل الموكب إلى «مجلس الأمة مبنى بلدية الكويت» ودخل «الأمير غرفة الاستراحة وجلس مع لجنة الاستقبال»، وكنت مرافقاً له ولم أسمع منه شكوى أو أرى أعراضاً غير عادية، وبعد ذلك توجه إلى داخل «مجلس الأمة» وأثناء إلقاء الخطاب الذي كان المرحوم الشيخ/ صباح السالم، يلقيه شعر الأمير بتعب وشاهدت الشيخ/ خالد الأحمد الصباح - رئيس الديوان الأميري، في ذلك الوقت يدلك الشيخ/ عبدالله السالم وفي حوالي عشر دقائق ساءت حالته وهو جالس وحملناه إلى غرفة المختصر واستلقى على إحدى الكنبات الطويلة الموجودة بالغرفة، وكان الدكتور/ أحمد الخطيب، نائباً بالمجلس وبقي وقتها معه إلى أن نقل بسيارة الإسعاف إلى «قصر الشعب» الذي بقي فيه حتى يوم وفاته بتاريخ 25/11/1965/م، وكنت كل يوم أذهب إلى «القصر» لأطمئن عليه رغم أن الزيارة كانت ممنوعة ومرة واحدة رأيته جالساً على الكنبة وكانت يده وأصابعه متورمة.

 

خير خلف لخير سلف

 

وبعد وفاة «أبي الدستور الشيخ/ عبدالله السالم» استلم حكم الكويت «الأمير الراحل الشيخ/ صباح السالم» والتحقت معه بنفس المنصب والعمل، وكنت مرافقاً له، وكان يرحمه الله يسكن منطقة السالمية ويخرج موكبه من هناك إلى «قصر السيف»، وبعد ذلك انتقل إلى «قصر المسيلة» وكنت أسبق الموكب وأتواجد في «قصر السيف» وكان يرحمه الله رجلاً طيباً، رحوماً ودوداً، متواضعاً.

 

وحكم الشيخ/ جابر الأحمد الجابر الصباح الأمير الحالي البلاد، بعد وفاة المرحوم الشيخ/ صباح السالم الصباح الذي توفي في 30/12/1977/م، وأصبحت مرافقاً عسكرياً للشيخ/ جابر، والأمير حفظه الله شخصية طيبة ذو خلق عالٍ محب للخير وللكويت والكويتيين متأثر بطباع خاله المرحوم الشيخ/ عبدالله السالم الصباح الأمير الأسبق وأخذ منه الكثير في دقة المواعيد وقد كنت قريبا منه وأمضيت وقتي في خدمته حتى تاريخ التقاعد.

 

السفر والرحلات

 

كنت أرافق المرحوم الشيخ/ عبدالله السالم، والمرحوم الشيخ/ صباح السالم الصباح، في سفراتهما ورحلاتهما بحكم عملي مرافقاً لهما وخصوصاً عند السفر في مهمات رسمية كمؤتمر القمة، لأنني كنت مسئولاً عن الحرس والحراسة ومعي بعض الضباط والأفراد.

 

وقد استمر عملي مع ثلاثة أمراء حكموا الكويت منذ عام 1961/م، فكانت البداية مع المرحوم/ عبدالله السالم الصباح منذ عام 1961/م حتى وفاته عام 1965/م، وثانياً مع المرحوم الشيخ/ صباح السالم الصباح، منذ توليه حكم البلاد عام 1965/م وحتى وفاته في 30/11/1977/م، وثالثاً مع الشيخ/ جابر الأحمد الجابر الصباح منذ توليه الحكم حتى تقاعدي من العمل عام 1987/م، وقد تقاعدت برتبة (فريق) والفترة التي تركت بصمات بحياتي هي فترة العمل مع الشيخ/ عبدالله السالم الصباح.

 

بما أن «الكويت» دولة صغيرة فإن عدد أفراد الجيش كان قليلاً أيضاً ولكن كان جميع الأفراد والضباط على قدر كبير من التدريب والاستعداد والحماس الوطني، وعلى مستوى راق من التدريب على الأسلحة الحديثة والمتطورة والمتقدمة وكانوا على أتم الاستعداد لتنفيذ ما يطلب منهم «فشباب الكويت» على مستوى عال من الوطنية والمسؤولية تجاه الوطن والدفاع عنه براً وجواً وبحراً وكلما ظهر سلاح جديد استعانت به الكويت واشترت منه ودربت أبناء الجيش عليه، فالجيش، قوي بأفراده وحبهم وولائهم للوطن والذود عن حدوده.

 

آل الصباح

 

صباح الأول هو صباح بن جابر أول حاكم للكويت، وقد تم انتخابه من قبل «أبناء الشعب» عام 1756/م، فالديموقراطية والشورى متأصلة في الكويت منذ ذلك التاريخ، وآل الصباح لم يحكموا الكويت بالدبابة والبندقية وإنما باختيار الشعب لهم فهم من الشعب وإلى الشعب والتراضي فيما بينهم موجود وصفة دائمة، وآل الصباح شريحة من الشرائح التي يتألف منها المجتمع، فالديموقراطية الحالية امتداد لما كان في السابق مهما كان اختلاف المسميات.

 

مبارك الكبير

 

حكم الكويت منذ عام 1896/م حتى عام 1915/م، وأنا شخصياً معجب بشخصيته، فهو مؤسس الكويت الحديثة بل هو بالنسبة لي درة العقد، وهو الحاكم السابع وكان قبله ستة أمراء وبعده ستة أمراء إذاً فهو الدرة التي تتوسط عقد اللؤلؤ، وكان رجلاً حكيماً وذا بصر وبصيرة وذا نظر ثاقب، وفي عهده وقعت اتفاقية الحماية مع بريطانيا، ولولا تلك الاتفاقية التي وقعت عام 1899/م، أي قبل مئة عام ما كانت الكويت، فبعد هذا التاريخ بقليل وقعت حادثة في 29/7/1901/م، وهذا التاريخ قريب من 2/8/1990/م، تاريخ «الغزو العراقي الغاشم على الكويت» الحبيبة والأشهر السبعة العجاف التي مرت علينا كانت تكراراً لما حدث عام 1901/م، حيث جرت حشود العثمانيين على حدود الكويت وكان العراق يرزح تحت الحكم العثماني بذلك الوقت، ووجدت تلك الجيوش من ساعدها من قبائل ضد المرحوم الشيخ/ مبارك الصباح، وبعثوا له الطراد التركي (زحاف) وفيه ثلاثة من زبانية «الدولة العثمانية» الذين حضروا عند الشيخ/ مبارك الصباح - حاكم الكويت، ومعم إنذار فيه ثلاثة شروط.

الأول: أن يقبل بمغادرة الكويت مع عائلته ويعين عضواً في المجلس العالي بالقسطنطينية.

ثانياً: يعين قائمّقام لأي مدينة عثمانية.

ثالثاً: إذا لم يوافق على الشرطين المذكورين فإن الجيش التركي (العثماني) الموجود على الحدود سوف يدخل الكويت ويضمها للدولة العثمانية، فطلب الشيخ/ مبارك من الزبانية الثلاثة الذين حضروا من قبل الدولة العثمانية مهلة ثلاثة أيام، وفي تلك الأثناء اتصل مع حاكم الخليج في أبو شهر وطلب منه تنفيذ اتفاقية الحماية فاستجابت بريطانيا العظمى وأرسلت طراداً حربياً لطرد الطراد التركي، ولولا حكمة الشيخ/ مبارك الصباح وعقده الاتفاقية مع بريطانيا لاعتدت «تركيا» علينا، فالاتفاقية هي التي حمتنا من «العثمانيين ويقال أن تركيا» حشدت قواتها العسكرية على الكويت من صفوان إلى السماوة لأن العراق بذلك الوقت كان تحت الحكم العثماني، أما الكويت فحكامها هم الذين بنوها وإن شاء الله ستبقى عزيزة أبية، كذلك فإن الشيخ/ مبارك الصباح كانت له عدة صداقات ومعارف مع المرحوم الشيخ/ خزعل بن جابر بن مرداو حاكم المحمرة في الضفة الشرقية لشط العرب، وطالب النقيب في البصرة، الذي كان له تأثير في المنطقة وصداقة الشيخ/ مبارك الصباح مع الاثنين أمنت مرور تجارة أهل الكويت وحرية تنقل من البصرة إلى الهند وإفريقيا لأن الكويتيين كانوا تجاراً وأصحاب سفن.

 

وقد اشترى الشيخ/ مبارك أملاكاً وأراضي في البصرة وقراها ولديه وثائق بتلك الأملاك مصدقة من جميع الحكام الذين حكموا العراق منذ الدولة العثمانية، وما زالت أملاكنا موجودة في العراق حتى الآن، وقد بلغ الشيخ مبارك من العمر أكثر من ثمانين عاماً ثم توفي عام 1915/م.

 

وبعده حكم ابنه المرحوم الشيخ/ جابر بن مبارك الصباح، ولم تحصل حوادث أو اعتداءات في عهده على الكويت لأن الشيخ/ مبارك الصباح كان قد فرض سيطرته على النواحي الخارجية مع القبائل، وكانت له تجارة مع الدول الصديقة، وله مقولة مشهورة عندما قالوا له نريد أن نبني سوراً حول الكويت بعد السور الثاني، فرد عليهم بقوله (أنا سورها)، يعني أمن على بلده بفرض قوته فاستلمها الشيخ/ جابر المبارك قوية، وكذلك في عهد المرحوم الشيخ/ سالم المبارك، حدثت «موقعتا حَمض ومعركة الجهراء» التي تدخلت فيها الطائرات، وكانت لها آثار إيجابية إذ رسخت تلاحم أبناء الكويت وأعطتهم القوة والمنعة وبعد ذلك موقعة الرقعي التي هجمت فيها بعض القبائل على أملاك الكويت ففزع أهل الكويت بقيادة المرحوم الشيخ/ على السالم الصباح، الذي كان رجلاً شجاعاً وتتبع الحرامية حتى أجلاهم عن أرضنا.

 

حياة الوالد

 

والدي/ حمود بن جابر المبارك الصباح ولد في الكويت عام 1910/م وعاش عند أخيه الشيخ/ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت الأسبق، فكان بالنسبة له كأنه «والده» فقد أشرف على تربيته وكان الفرق بينهما أربعة وعشرين عاماً، أما والدته فاسمها «رشا» وهو الوحيد منها، وكان والدي أول رئيس للمجلس البلدي منذ تأسيس البلدية عام 1930/م، وبقي فيها ست سنوات، وبعد ذلك ترك العمل واعتزله وبقي على علاقة طيبة مع أخيه المرحوم الشيخ/ أحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم 29/12/1949/م، وتسلم الحكم بعده الشيخ/ عبدالله السالم الصباح، وهذا كان متفقاً عليه بين الأسرة الحاكمة، فعامل السن له دور كبير والقاعدة التي تسير عليها هي الأكبر ثم الأرشد ولم يحصل اختلاف بين أفراد العائلة والوالد لم يعمل بأي وظيفة لأنه لم يكن له رغبة بالعمل، ولكن كان له اهتمام كبير بالأسفار والترحال وقد سافرت معه في كثير من سفراته ورحلاته، فسافرت إلى الهند وباكستان والعراق ودول الخليج، وإيران وفلسطين ومصر وقد استقر الوالد رحمه الله في إمارة دبي حيث اشترى بيتاً هناك لعلاقته وصداقته مع الشيخ/ راشد بن سعيد المكتوم، وكان معه مرشد العصيمي الذي كان يسكن هناك، ومن دبي كان ينطلق برحلات داخلية إلى سلطنة عمان، ووالدي هو أول خليجي زار الجبل الأخضر وكان ينرك سيارته عن السفح ويستخدم البغال للصعود إلى قمة الجبل الأخضر لمدة خمسة أيام.

 

وبعد ذلك بدأ يسافر إلى الهند لأن جدي لوالدتي المرحوم/ ماجد الجاسم كان مقيماً في الهند فاتفق الوالد معه على السكن هناك فكان يقضي فترة طويلة «بالهند وكنا نجول في بومبي» التي كانت بالنسبة لنا دولة عظيمة، بكل شيء فيها من الشوارع والعمارات وقد زرت من المدن في الهند أوتي كمال وميسور وبنقلور سانقز ومدراس وكلكتا وزرت معبداً واحداً فقط وشاهدت البخور وكنا نستقل البواخر في السفر وأذكر منها (دواركا) و (دامرا) و (دارا) ومدة السفر كانت ستة أيام من الكويت إلى بومبي والأكل على الباخرة وثلاث درجات للركاب الدرجة: الأولى نسميها فص كلاس (First class) وسكن (Second) (والدكت) على السطح، توفي الوالد عام 1973/م.

 

زواج الوالد

تزوج من والدتي/ رقية بنت ماجد بن جاسم الماجد الأحمد من الزايد، 

 

المرأة الكويتية

 

الحمد لله أن «الفتاة الكويتية»، خطت خطوات واضحة ومتميزة نحو العلم والتعلم فلم يقتصر تعليمها على الكويت فقط وإنما تخطت ذلك إلى الجامعات عربية وأجنبية وحصلت على الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه ومنهن عالمات بالعلوم الدقيقة وبالطب والجراحة، فمثلاً الدكتورة/ رشا الصباح وكيلة التعليم العالي، منذ طفولتها تتلقى تعليمها بالخارج في إنكلترا في جرالز كروز ومن جامعة برمنجهام وأتمت الدراسات العليا بأمريكا حتى حصلت على «الدكتوراه» وهذه مثل «للمرأة الكويتية» التي هي نصف المجتمع ومتى كانت متعلمة فهذا خير للكويت ولا مانع من أن تترشح لعضوية مجلس الأمة عام 2003/م، أو أن تشارك بالانتخاب، فصاحب السمو الشيخ/ جابر الأحمد أصدر «المرسوم الأميري» بإعطاء المرأة حقوقها السياسية، وهذا حق من حقوقها، وكان من المفروض أن تكون مادة ضمن «الدستور» تجيز «للمرأة حق الترشيح والانتخاب»، منذ أن وضع «الدستور» فالمرأة الكويتية ليست ناقصة علماً وثقافة وأخلاقاً عن الرجل الذي هو والدها وأخوها وزوجها وعمها

 

هن أخواتنا وشقيقاتنا وأمهاتنا، والمرأة تشرف على تربية البنين والبنات فلماذا نمنعها من دخول البرلمان، إنه لا مانع عندي أن ترشح إحدى بناتي لمجلس 2003/م، ولكن «كأسرة حاكمة» عندنا عرف يجب أن نكسره لأنه يمنع «أبناء الأسرة الحاكمة من الترشيح والانتخاب لعضوية مجلس الأمة والمجلس البلدي»، ومن يؤيد المنع يقول أن عدم نجاح «المرشح من أبناء الأسرة الحاكمة»، يكون له رد فعل معنوي على الأسرة، لا ما فيها شيء نحن وأبناء الشعب الكويتي في قارب واحد متساوون معهم، نأخذ حقوقنا ونؤدي جميع واجباتنا.

 

فجميع «أبناء العائلة الحاكمة» من وصل السن القانونية فله الحق «بالترشيح والانتخاب» وإذا أصبح نائباً ربما يستفاد من خبرته في الحياة العملية التي مارسها وربما يثري بعطائه وخصوصاً في وضع ونقاش القوانين.

 

فترشيح الرجل من «أبناء الأسرة الحاكمة» لا يوجد فيه تمييز وما ينطبق على المواطن ينطبق على أبناء الأسرة فحقوقنا لماذا لا تعطى لنا؟ آمل أن تعطى «المرأة حقوقها السياسية» وأن تكون إحدى «نساء الأسرة الحاكمة مرشحة لمجلس الأمة عام 2003/م» ، وإذا لم توفق أو الرجل لم يوفق فليس في ذلك إحراج مثل أي مواطن يرشح ولا يوفق فما السبب في عدم فتح المجال أمام «أبناء الأسرة الحاكمة لترشيح أنفسهم؟) آمل أن يكون عام 2003/م، فاتحة خير للترشيح والسماح لجميع فئات المواطنين لخوض «الانتخابات البرلمانية والبلدية» والنجاح أو عدمه ما فيه إحراج لأي رجل.

 

وقد توجهت عام 1996/م، إلى صناديق الاقتراع وانتخبت من رأيت فيه الكفاءة إذاً في الحق في أن أنتخب ولي الحق في أن أرشح نفسي فلا توجد أي مادة في «الدستور» أو المذكرة التفسيرية تمنعني من الترشيح أو الانتخاب، وأخيراً أناشد أعضاء مجلس الأمة الموافقة على «المرسوم الأميري بحق الترشيح والانتخاب للمرأة الكويتية»، حالياً «المرأة» تنتخب في الجمعيات التعاونية شيخة بنت حميد كانت تحكم عتيبة كلها، وهي امرأة، وفي عهد المرحوم/ مبارك الكبير، عين إحدى نساء الكويت في أن تقوم بسمؤولية الحكم بين نساء الكويت «واسمها آمنة أم سعود والشيخة/ بدرية سعود الصباح، عينت مديرة لدائرة الصحة العامة ومديرة الجامعة الدكتورة/ فايزة الخرافي، والسفيرة/ نبيلة الملا، ووكيلة التعليم العالى الدكتورة/ رشا الصباح، وكذلك المدرسات في الجامعة وفي جميع المراحل، والمنع ما هو إلا مظهر سلبي، وإن شاء الله «أعضاء مجلس الأمة» يوافقون للمرأة على الترشيح والانتخاب.

 

ثلاث قنابل أمام الكويت

 

ثلاث قنابل موقوتة في الكويت هي البدون، ومشكلة الإسكان والبطالة، ولو انفجرت هذه القنابل الثلاث لدمرت الاقتصاد الكويتي وقد تحدث أشياء لا تحمد عقباها، فالبدون ولدوا في «الكويت» وتعلموا في مدارسها وأعطتهم الدولة حقوقهم كلها والآن قطعت عنهم تلك الحقوق كالعلاج والتعليم والبطاقة المدنية فلماذا قبلت بهم بالسابق والآن تمارس عليهم الضغط والحرمان من أساسيات الحياة؟ الحل عند المسؤولين ولا بد أنهم فكروا فيه.

 

أما حل البطالة فسيكون بدراسة أولية لاحتياجات السوق وتوجيه بعض الخريجين إلى «السلك العسكري»، فحالياً عندنا التجنيد إلزامي والشباب لا يتقبلونه ويختلقون الأعذار تلو الأعذار حتى يعفوا من الالتحاق بالتجنيد ولو كان هناك توجيه منذ البداية إلى «السلك العسكري» لقضينا نوعاً ما على السلبيات الحاصلة حالياً.

 

أما «السكن» فحق لكل مواطن الحصول على قسيمة وقرض، فهل هذا موجود في الدول الأخرى؟ إن هناك فئات لا تستحق القسيمة والقرض لأن ذويهم من الطبقة الغنية ويستطيع الأب توفير السكن المناسب لأبنائه ولو استبعدت هذه الفئة لقل العدد واستطاعت الدولة توفير السكن فابحثوا عمن يملك ومن لا يملك.

 


   « السابق     1    2    3    4     التالي »  


© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح 2025