Loading the content... Loading depends on your connection speed!

مقالات بقلمة

الأمن والأمانة والأمين والحمد لله رب العالمين

بقلم: سالم حمود الجابر الصباح

 

إن هذه الكلمات الثلاث: الأمن والأمانة والأمين، المتقاربة في المعنى واللفظ والتركيبة اللغوية هي نعم كبيرة من الباري عز وجل تستوجب الحمد والشكر، وسأحاول في كلمتي هذه أن أتبحر في معاني تلك الكلمات واحدة واحدة راجياً أن أوفق في ذلك.

 

الأمــن

هي كلمة صغيرة في الحجم بسيطة في اللفظ كبيرة في المعنى، حيث لولاها لما تمتع الإنسان منذ بدء الخليقة بهذه النعم التي أنعم الله بها عليه، وما قد يهديه مستقبلاً لمعرفته ما لم يعرفه إلى الآن من نعم كثيرة، فإنه لولا الأمن لم يستغرق العالم في التفكير والإبداع للوصول إلى مخترعات واكتشافات أفادت البشرية وأراحتها، فلولا الأمن لما اكتشف ابن سينا أو ابن النفيس تلك الاكتشافات الطبية التي أفادت الجميع.

 

ولولا الأمن لم يكتشف «أديسون – الكهرباء» التي مكنتنا من العيش مرتاحين في مثل هذا الجو الحار، فلولا الأمن لم يتوصل الإنسان إلى زراعة قوته وبقي كالحيوان مكتفياً بالتقوت من أوراق الشجر وثمره، فلو حاولت تذكر أفضال الأمن على الإنسان لما استطعت لكثرتها، لذلك استوجب على أي مسؤول توفيره لبقاء من هو مسؤول عنهم مستقرين وبالتالي فإن استقرارهم هو استقرار له.

 

لقد كانت «الكويت» تنعم بالأمن الداخلي أغلب الأوقات التي مرت بها، وقد تكون «سنوات الخمسينيات» هي خير مثال قريب لاستتباب الأمن حينما كان يتواجد في «قصر نايف» رجلان هما «الشيخ/ عبدالله الأحمد الجابر الصباح، والشيخ/ عبدالله المبارك الصباح - رحمهما الله»، يتعاونان مع مجموعة طيبة من «أهل الكويت» لتوفير الأمان لأهل الديرة من مواطنين وأجانب، متفانيين في ذلك إلى الحد الذي وصل بأحد هذين الرجلين وهو «الشيخ/ عبدالله الأحمد» بالتضحية بأسعد أوقاته التي يقضيها مع أسرته وأولاده مفضلاً عليها استقرار بلده وراحة مواطنيه، بأنه لم يكن يذهب لأهله إلا وقت الغداء ويبقى طيلة نهاره وليله في «قصر نايف».

 

قد يقول قائل، إن «سنين الخمسينيات» تختلف عن السنين التي تلتها إلى الآن، من ناحية عدد السكان وتركيبتهم والظروف والمتغيرات الاجتماعية في «الكويت»، وأنا – أعوذ بالله من كلمة أنا – أوافق كل من يقول ذلك، ولكني أريد التذكير بأن زيادة السكان تعني زيادة قوى «أفراد الأمن» حيث أنه قد يكون «عدد السكان» قد تضاعف ست أو سبع مرات فإن عدد أفراد قوى الأمن الآن قد يكون تضاعف أكثر من عشر مرات مع ملاحظة المستوى العلمي الذي وصلوا إليه والميزانيات المرصودة لهذا المرفق لتوفير آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من اختراعات في مجال سرعة التصدي للمجرمين وكشف جرائمهم.

  

تحاول بعض الجهات وقد تكون من المؤمنة بمبدأ «هل امتلأت؟ قالت هل من مزيد» تحميل مجلس الأمة تبعات كل ما يحصل من تقصير أمني، لكنني لا أعتقد بدقة هذا الكلام، لأنه لا يعقل أن يوجد من وثق به من قبل أهل بلده وأوصلته ثقتهم هذه إلى تمثيلهم في مجلس يشرع لصالحهم في الحاضر والمستقبل أن يتردد لحظة واحدة عن أي شيء فيه صالحهم، ( اللهم نسألك الغفران والأمن بالأوطان ).


   « السابق     1    2    3    4    5    6    7    8     التالي »  


© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح 2025