Loading the content... Loading depends on your connection speed!

الوفاة

رحمك الله .. يا أبا صباح

منصور حاجي خالدي

ودّعت الكويت مساء يوم الثلاثاء العاشر من يونيو الماضي ابنا بارا من أبنائها، ورجلا شهما من رجالاتها، المغفور له الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح (رحمه الله).

كان الراحل الكبير كبيرا بحق، أفنى عمره من أجل وطنه، ففي بواكير شبابه انخرط في السلك العسكري، وتميز عن أقرانه - من أبناء الأسرة - وعن زملائه في العمل بأنه كان مرافقا عسكريا لثلاثة من حكام الكويت، بدءا من المغفور له الشيخ عبدالله السالم والمغفور له الشيخ صباح السالم وصاحب السمو الأمير، حتى تقاعد عن العمل.

أما عن حياته الشخصية فلا ترى سوى التواضع والأريحية وحبه للناس.

كنت أتردد عليه - رحمه الله - في ديوانه العامر بالجابرية، فلم أر إلا حرارة الاستقبال والترحيب، وكان مجلسه عبارة عن منتدى أدبي وناد شعري، متميز عن باقي الدواوين والمجالس، وكان سؤاله دوما عن الاحداث التاريخية والسياسية، وعن الشعر والشعراء، ليسأل عن القصيدة الفلانية، والشاعر الفلاني، وسبب نظم هذه القصيدة، الى جانب إلمامه بالفنون الشعرية كالتشطير والتخميس والتضمين والمعارضات، وخلافه.

كان في آخر ليلة من حياته في ديوانه يسألنا ونستفيد منه، فتشاء الاقدار ان يلاقي ربه وهو بين أحبابه الذين أحبهم وأحبوه، وفوجئنا بالعارض الصحي الذي ألم به لينتقل الى الرفيق الأعلى، تاركا خلفه السيرة الطيبة والذكر الجميل.

واذا قُدّر لديوان الشيخ سالم الحمود ان يفتتح ثانية بحضور أشقائه وابنائه، فان مكانه سيظل شاغرا، كيف لا ورواد مجلسه ستطوف بهم الذكريات الجميلة والأيام الماضية ليروا مكانه المخصص خاليا يحن لصاحبه.

 

رحمك الله يا أبا صباح ...


   « السابق     1    2  ...  10    11    12    13    14    15    16    17    18     التالي »  


© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح 2025