Loading the content... Loading depends on your connection speed!

تعقيب على مقالاته بأقلام الكتّاب

نعمة الديموقراطية

بقلم: د./ ناجي سعود الزايد

 

لو لم تنشر «القبس» أمس مقابلة مع الشيخ/ سالم الحمود الجابر الصباح، بأن القليل من المواطنين من يعرفه كسياسي، وأنا أحدهم وحتى من يعرفونه، معظمهم لا اهتمام لديهم بآرائه السياسية إلا من خلال مقالات ينشرها نادرا!

 

فجأة، وبمفاجأة غير متوقعة وخلال فترة حامية من «الحوارات السياسية» في المقرات الانتخابية، يأتي «فرد من الأسرة الكريمة» ليعبر عما عبر عن معظمه قبل ذلك الشيخ/ سالم العلي والشيخ/ ناصر صباح الأحمد والشيخ/ عبدالله بن المبارك. ما قاله الشيخ/ سالم في «القبس» يوم أمس، وإن كان في معظمه يتوافق مع طروحات من سبقوه، إلا أنه انفرد بالاعتراف الجميل جداً بأن «خلافات الأسرة» ليست حول قبول الديموقراطية كمبدأ، ولكن حول الانطباع الذي قد يسبب الحرج كون «رئيس الوزراء ولياً للعهد»، ففي عباراته، ونعني الشيخ/ سالم، ما يوحي بالذكاء الفطري وبأن ولاية العهد ليست إلا مرحلة انتقالية لتولي الإمارة، ومن ثم يريد لها أن تكون في منأى عن النقد والتجريح لكي يكون «الحاكم» المقبل دون ماض ذي مأخذ.

 

في ذلك الحوار مغزى بمنتهى «الحضارة والإنسانية»، فهو من معزته وولائه «لسمو ولي العهد ورئيس الوزراء» يريد له أن يكون بمستوى السمو الذي حظيت له الإمارة

 

ما أراد الشيخ/ سالم توضيحه وإيصاله إلى القارئ بإيجاز هو أن تحتفظ «الأسرة الحاكمة» الكريمة بكرامتها وسموها من خلال تفهم النقد ومحاولة تجنب إحراجات التجريح التي تشكل ضريبة ندفعها جميعاً من خلال الحريات الديموقراطية التي نتمتع بها من أجل أن نصل في النهاية إلى المرحلة التي يختفي بها التجريح ويبقى النقد الهادف ولا شك في أننا سنصل إلى ذلك، ولكن من خلال عثرات تطيل المسافات إلى الهدف أما كلام/ الشيخ سالم عن الأجيال في الأسرة وخلافاتها بحكم الفترة فإنها ليست إلا ظاهرة طبيعية وما هو مهم هو أن الشيوخ/ سالم العلي وسالم الحمود وناصر الصباح الأحمد و محمد عبدالله المبارك وغيرهم ممن يتفق في آرائهم، وهم يمثلون أجيالاً مختلفة اتفقوا على الأساس والاختلاف على التفاصيل ليس إلا رتوشاً في لوحة جميلة في واحة الديموقراطية التي تتمتع بها الكويت. أدامها الله علينا

 


   « السابق     1    2    3    4    5    6     التالي »  


© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح 2025