الشيخ سالم الحمود الجابر... عزيز فقدناه
بقلم: عبدالعزيز العندليب
وحبيب فجعنا به، أخاً صفياً ودوداً وصديقاً باراً، ودعناه يوم أمس الأول، لا ندري كيف ننعاه وماذا نقول فالدمع بغلب في منطق البيان ويعجز اللسان عما يكنه له القلب، لقد كنت يا “أبا صباح” عزيزاً علينا حبيباً للجميع ومحباً لهم وذلك لتواضعك الجم وأخلاقك السامية وسماتك الرفيعة وتهذيبك الفائق. وقد عودتنا على مجلسك الذي لا يمل لما فيه من المعرفة والعلم والثقافة والحكم والأدب يزينه وجودك الكريم تلقي علينا الأشعار وتنتقدها بعين الفاحص الخبير والمتتبع البصير باهتمام بالغ وشغف شديد، لقد عهدناك واسع الأفق منفتحاً لا يتعصب لرأي واحد دون دليل وبرهان، هذا عن معارفك ومعلوماتك وثقافتك العامة، أما عن زوارك ومحبيك الكثيرين والذين نفتخر بأننا منهم فمقامهم لديك كبير وحبك لهم وافر يتجلى في سؤالك عنهم وتفقدك أحوالهم، وماذا نقول عن سماحتك وطيب نفسك وصفاء سريرتك فالحديث في هذا الباب طويل متشعب، إن من يحضر مجلسك المزدان بشخصك العزيز يلمس فيه حقيقة حسن المعشر ورقي المستوى، فلا غرابة أن تبكيك القلوب وتلهج بالثناء عليك الألسن وتتدافع الجموع في يوم توديعك للسلام عليك “وقراءة الفاتحة”، حقا من أسماك “يا شيخنا” الفقيد وما أعظمك يا عزيزنا الراحل، وإن ننس فلا ننس أننا كنا في حضرتك حين دعاك - المولى سبحانه - إلى جواره وكنت تحاورنا قبل دقائق قليلة من ساعة انتقالك إلى الرفيق الأعلى، فإلى روح وريحان وجنة ورضوان ومقعد صدق مع الأبرار عند المليك المقتدر يا نعم “الفقيد”، وما شعورنا جميعاً بحرقة فراقك وألم بعدك بمزيد من الأسى والأسف، لا نقول إلا ما يرضي الله جل شأنه - فإنا لله وإنا إليه راجعون - ، ونسأل الله “لأهلك الأماجد وذويك الأكارم وأسرة الخير” والبركة ولنا جميعاً وكافة معارفك ومحبيك جميل الصبر وجزيل الأجر.
القلب يقطر في فقد الحبيب دمـاًوالدمع ينهل من عيني منسجما
فقد مضى من عهدنا قرين حجىحرا كريما بمحمود الخصال سما
جم التواضع عن صـدق ولا عـجبـافإن ذلك – لعمري- سيرة العظما
يسبـي معـارفه مـن طـيـب مـعــــشرهوكونه دمث الأخلاق محتشما
وفــي مجـــــالـسـه نـعـمـى مجـــالـسـهإذا كان في العلم في أقرانه علما
مـــن حيــــث كــــان أريـبــا في ثقافتهوقارئا عارفا في نقده فهما
يـــرى التحـــاور فــــي الآراء مـــنـقـبـةإذا كان منفتحا للفكر محترما
وحــــافـــظــــا لــبـديــع الـقـــول روايــةما طاب منتثرا منه ومنتظما
فـكـم وكم قد سعدنا بالحضور إلىرحابه نستفيد العلم والحكما
مـســـــاء كـــل ثـــلاثـــــاء فـــــحــضـــــرهقد كان يجمع أهل الفضل والعلما
وهــو الـصـفي الزكي النفس نعرفهبالصدق متصفا بالخير ملتزما
وكـــان يــغــمــــره الـــبــــاري بــرحمتــهمهذبا مخلصا في وده شهما
“أبو صبـاح” النبل السمح سـيرتهحميدة وسجاياه وقد كرما
لــقــــد فـــجـــعــــنـــا به حـقـــا وحــق لـنــا
في فقده أن نرى في الحزن معتصما
“يا سالم بن حمود الجابر” اجتمعتفيك المحاسن لا بدعا ولا جرما
فـــالمـــرء يــأخـــذ مــن “أجواء أسـرتــــهوأهله وذويه” الخلق والشيما
“وأســرة الخير” قد طابت منابتـهــــافطالت المجد والأفضال والعظما
عـــليك فـي الخلد من باريك دائــــمةتهمي الشبيب من غفران ديما
وأنــهـــم بـــجــنــتـــه فــــي ظــــل رحمـتـهوقد أفاض لك الخيرات والنعما